Saturday, May 17, 2008

الإختيار

راح ينصت لكلمات الأغنية التى رجت كيانه كله وراح يتخيل ما يسمع وكأنه قد صار آلة لا عقل لها .
نعم لم يختر داره او جاره او قدره ، حتى اسمه لم يختره .
حاول ان ينسى قليلا ذلك الدور الذى رُسم له ، فقط للحظات وسيعود ثانياً إليه .
" عالتوهة والترحال ماشيين يمين وشمال . عايشين والف سؤال ويامين يرسينا
ماشيين بنسأل فين ويا الزمان رايحين تايهين ومش عارفين على فين مودينا "
ترددت تلك الجملة بالتحديد فى ذهنه كثيرا وصار اكثر اصرارا على التحرر من قيوده .
بدأ بتنفيذ كلام ديكارت اولا . قام بإفراغ السلة تماماً ،وراح يعيد ترتيب كل شئ وفقا لأهوائه الشخصية .حاول أن ينتقى لنفسه إسماً غير إسمه ، ولكنه وياللعجب لم يجد ، بل وجد نفسه يختار إسمه من جديد وكأن الأسماء قد نفذت .
حاول ان يستبدل أبيه وأمه بآخرين فلم يستطع ، شيئاً ما لم يجد له تفسيرا فى عالم الخيال جعله يعيد اختيارهما .
ماذا عن الدين اذاً؟ وهل من الضرورى ان يعتقد فى الله ويختار دينه ؟
هنا شعر بالتخبط ، فالمهمة شاقة ، عليه أن يجرب ان يكون على قوة بقية الديانات ، وأن يحيا حياة كاملة ليحكم بنفسه على التجربة .
لا سيختار دينه مرة أخرى ! لا لم يشعر بالخوف من الهه فقط ولكنه بدا كطفل صغير لا يدرك الفرق الجوهرى بين أصناف الألعاب المختلفةالتى تزين أرفف ذلك المتجر الشهير فطلب من أبيه ان يساعده فى اختيار الأفضل .
ماذا إذاً ؟ ماذا سيختار هو وقد إختار ماضيه ، بل إختار نفسه ؟
هل يمكن أصلاً ان يختار ان يكون شخصاً آخر ؟
وماذا إذا اختار نفس الشخص ان يكونه ؟
من سيصير الحكم هنا؟
وجد نفسه يلجأ لربه فيفوض له أمره وهو يقول :
" لقد دار بنا الزمان وقد تعبت ، ولكنك يا الهى تملك الزمان والمكان ، وقدرك هو ما أَلِفت "
على بركة الله فلنبدأ حياتنا من جديد