Thursday, June 4, 2009

أوباما ونحن!

• رأيى المتواضع كمدون متواضع فى زيارة أوباما :

- لا أدعى أننى قارئ جيد للأمور ولست بمدون سياسى أيضاً ولكن هذا رأيى الشخصى فى زيارة أوباما وخطابه فى جامعة القاهرة :

*** كنت أتوقع أن يكون الخطاب معتدلاً ، والا كيف اختار مصر أصلاً ،وبينما يرى بعض الصحفيون فى اسرائيل ان اختيار مصر جاء على خلفية اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل ، أرى ان الأمر لا يتوقف فقط عند هذا الحد،فمصر-ولنا الفخر- هى أكثر الدول العربية والاسلامية اعتدالاً فى أفكارها الدينية على وجه الخصوص،وهى النقطة التى أعتقد أنها حسمت اختيار مصر لالقاء الخطاب. فالسعودية مثلا من حلفاء الولايات المتحدة الامريكية وليست بعدو لاسرائيل،ولكن أوباما بفطنته أدرك أن قيمة مصر فى المنطقة،حتى وان اهتزت بعض الشئ،الا انها قيمة لا يمكن الاستهانة بها وفى حاجة للدعم الكامل .
من ناحية اخرى جاء الخطاب ليرضى جميع الأطراف الا المتطرفون ،فاليهود المتطرفين هالهم مساواة معاناة الشعب الفلسطينى بمعاناة اليهود فى المحرقة النازية، كم أن بن لادن ورفاقه نعتوا الرجل بالكافر حتى قبل أن يسمعوه .
أوباما رجل ذكى ، فسحب القوات الامريكية يخفف خسائره،ويمكنه التدخل بأشكال أخرى كما تحدث عن التدريب العسكرى للجيش العراقى.
وتجلى ذكاءه كذلك فى مصادقة الاسلام المعتدل وتصحيح الصورة السلبية فى العالم ، ففى نهاية الأمر لا يمكنك أن تنكر وجود أساس اسلامى معتدل حتى لو كنت من كارهى هذا الدين. ايضا الحديث عن المستوطنات الغير شرعية هو حديث استفز اليهود وأثلج صدور العرب... ولكن
وآه من كلمة لكن .. ففى النهاية الكلام نظرى وينقصه الفعل،ولا يمكن لأوباما ارضاء جميع الأطراف حتى وان كان الحل المعتدل هو الحل الوحيد .
فيما يخص اعلان الدولة الفلسطينية ،نرى اغفال النقاط الخلافية الأساسية مثل اللاجئين والقدس وهو ما سيغضب الفصائل العسكرية الفلسطينية ،بل ويغضب اليمين الاسرائيليى الذى لا يرى عن دولة اسرائيل الكبرى بديلاً .
فى حين أن مجرد اقامة دولة كتلك لهو انتصار فى حد ذاته وليس فكر السادات ببعيد،فثمة فارق شاسع بين أن تتحدث وأنت تجلس فى بيتك عن أن تتحدث وأنت تقف فى الشارع ،دعونا نحلم قليلاً بالعملة الفلسطينية وهو أول ما دار بذهنى عندما سمعت عن الدولة الفلسطينية،وكيف أن الأمر يكفى لُيشعر البقية الباقية من الفلسطينيين بأنهم يعيشون فى ( دولة فلسطين) وليس ( الأراضى المحتلة ) .

أوباما يتمنى ان تسير الأمور بدون مشاكل ،ورغم أن هذا مستحيل ، الا انها فرصة كبيرة كما قال البعض وعلينا استغلالها جيدا،حتى لو لم نفز سوى بالدولة الوليدة .