Wednesday, September 16, 2009

عمرو خالد ...وسذاجة الخطاب الدينى

أعلم أن كثيرا ممن سيقرأون كلامى،سيعترضون عليه دون إعمال العقل كعادتنا دائما،ورغم أننا نفتقر الى هذه الموضوعية فى تقبل الرأى الآخر،الا أننى يجب أن أقول ما أريد ويمكن للجميع التعليق.

بادئ ذى بدء..عمرو خالد ليس بداعية،الرأى المجرد من أى عواطف ومجاملات لا فائدة منها هو أنه مجرد شخص ذو كاريزما يعلم جيداً كيف يستغلها،أما فيمَ يستغلها،فهذا هو بيت القصيد.
من أكثر الآراء التى أعجبتنى ل"محمد الباز"،أن أحد أهم الأسباب التى أدت لشهرة عمرو خالد وغيره الواسعة بين شبابنا فى الأساس وبين العامة فى العموم،هو أن هؤلاء الناس يجهلون دينهم ويتمتعون بسطحية فى التفكير آخذة فى الازدياد-وهو رأى أجد بعضكم متفق معه.

لا شك فى أن القضية أكبر من عمرو خالد،ولكننى أرغب فقط فى القاء الضوء على نقطة فى بحر هذا الرجل بعد هذه المقدمة السريعة،رغم أن الموضوع فى حاجة الى مجلدات لشرح خلفية القضية وتحليلها والنفاذ الى أعماقها.

برنامج قصص القرآن الذى يقدمه عمرو خالد حاليا على بعض الفضائيات،والذى من المفترض أن تظهر فيه خبرة السنين،بمعنى أنه يصلح لاستخلاص خطوط عامة عن شخصية الرجل،ولكن حتى هذا لن أناقشه ولست أهلاً لذلك،سأتحدث فقط فيما أعرفه وفيما يتصل بتخصصى الذى درست خلاله معظم ما يتعلق باليهود او بنى اسرائيل ،والذين أُجيد لغتهم بطلاقة مما يساعدنى على التواصل مع عالمهم دون تهويل أو تهوين.

فى قصة سيدنا موسى يذهب بنا عمرو خالد الى بعض الآماكن التى يرى أن أحداث القصة وقعت فيها،بدءً بخروج بنى اسرائيل مع موسى عليه السلام وحادثة انشقاق البحر وغرق فرعون،والتيه الذى تخلله هبوط ألواح الوصايا العشر على موسى،وهى النقطة التى تعد البداية الفعلية للديانة الموسوية.
أيضا دون الدخول فى تفاصيل أقول وبكل ثقة،أن عمرو خالد شخص لم يقرأ ما يكفى لا ليكون أهلا لما يقوم به، بل حتى لكى لا يرسب فى احدى المواد الدراسية فى الجامعة.

الرجل تحرك فى كل ثقة فى عدة أماكن ليؤكد لنا أن هذه عين الأماكن التى وقعت فيها الأحداث التى يرويها القرآن متناسيا عدة نقاط أهمها مثلاً وبكل وضوح،أن إيماننا بما ورد فى القرآن لا يتعارض مع الحقيقة القائلة بأن ليس كل ما ذُكر استطعنا تأكيده بشكل مادى من خلال ما تبقى من آثار،فليس معنى عدم وجود ذكر لسيدنا موسى أو سيدنا يوسف فى التاريخ المصرى القديم المعروف للآنبشكل واضح،أننى لن أومن به،فتلك قضية أخرى.

ما يهمنى هنا أن المعلومات الذى يتحرك عمرو خالد على أساسها ليس مؤكدة وانما مجرد نظريات،فأنا أزعم أن الفرق بين الجهل بالشئ لدى العامة ومعرفة الشئ بعمق لدى الخاصة،بمنتهى البساطة هو الفرق بين سطحية الرؤية التى تميل الى التعميم والخلط بين المتشابه،وبين عمق الرؤية التى تُبنى على أُسس ودعامات قوية.

من ضمن ما استفزنى مثلا أن عمرو خالد ذهب الى مكان ما وأكد لنا أنه هنا غرق فرعون وعبر بنى اسرائيل بقيادة موسى،وأنه-شوف حكمة ربنا-جثة فرعون-على أساس ان فرعون دا اسمه-يبدو عليها أن صاحبها يرفع يده أمام وجهه لدرء خطر ما !!

طبعا أولا وكما يعلم البعض وكما درسنا،أن البقعةالتى خرج بنى اسرائيل عندها غير معروفة فمن بين أربع نظريات تقول واحدة أنهم خرجوا من الشرقية-حالياً- ،هذه واحدة .
أما الثانية فطبعا معروفة للجميه وكلنا شاهدنا جثة رمسيس الثانى الذى يُجزم مرسلها دائما أنه فرعون-حد قال حاجة بس مكلهم فراعين هوا مين فيهم بقى؟- لكن الاعتماد على اثارة العواطف هى أحد أهم آليات عمرو خالد،وهى نافذة المفعول تماما مع شعبنا العاطفى المسكين،الذى يتأثر بدموعه فيبكى ثم يذهب ليشاهد يسرا على قناة أخرى!
طبعا لا داعى لذكر أن رمسيس الثانى كان له من الأبناء-مش فاكر كام بالظبط- ما يكفى لاستبعاده من هذه القصة،وقد يكون الأقرب هو -حسب المتخصصين وبعض الآراء- مرنبتاح الثالث على ما أذكر.

كلمة أخيرة : الذكر الوحيد الذى تم تسجيله فى كل ما تم اكتشافه من اثار الحضارة الفرعونية لطائفة ما تسمى العبرانيين او بنى اسرائيل هو كلمة واحدة ( خابيرو) أى العبرانيين وهى التسمية الأقدم لهذه الطائفة،ووردت الكلمة فى رسائل تل العمارنة-بس خلاص- !!
بعد ذلك جائت تسمية بنى اسرائيل نسبة لسيدنا يعقوب،ثم تسمية يهودى نسبة الى سبط يهودا أحد الأسباط الإثنا عشر،والتى تم تعميمها لتُطلق عليهم جميعا فيما بعد.

انا لست بحاقد وانا بالتأكيد جاهل اسعى الى العلم،العلم فقط و-الكلام اللى يخش العقل بس - ونسيت أن أذكر أن عمرو خالد يؤكد لنا أن موسى التقى بالخضر عند مجمع البحرين الذى يقع فى السودان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!