Wednesday, September 19, 2007

تمرد

شعر بصخب شديد فى رأسه وكأن أفكاره قد قررت التمرد عليه فجأة ، وراح عبثاً يحاول تنظيمها ، ولكن لسبب ما شعر أنه لن يستطيع ، ربما لأن الأفكار هى فى نظره كائنات مستقلة بذاتها وهى التى يمكنها ان تقرر مصيرها لا هو . او ربما لأنه لا يملك القدرة على ذلك ؟
انه لا يدرى ما هو السبب بالضبط ؟
حاول أن يتجاوز ذلك الأمر مؤقتاً حتى لا تزداد حيرته ، وكاد ان يتوقف حتى عن المحاولة حتى وجدها تبرق فى ذهنه ، تلك الفكرة العجيبة والمنطقية فى نفس الوقت . وشعر للحظة باستحالة تنفيذها . ولكنه عزم على المحاولة ويكفيه شرفها . لقد قرر ان يتعامل مع افكاره بشكل مختلف قليلا ، وكان متأكداً انه لن يخسر كثيرا .
كانت خطته بسيطة للغاية ومبتكرة فى آن واحد ، وهى عبارة عن اقتراح عرضه على عقله بكل ما فيه من افكار مضطربة لا تجد براً ترسو عليه . كان الاقتراح ببساطة هو ان يتولى ادارة افكاره ولكن بشكل رسمى ، على ان تقوم الأفكار بعمل استفتاء على قبوله او رفضه . شعرت الأفكار حينها بالزهو لأنه صار يقدرها حق تقديرها وتوقف عن اهانتها واستغلالها اسوأ استغلال ، دون ان ترى ابتسامته الساخرة التى ارتسمت على فمه حين وافقوا على اقتراحه الذى وجدوا فيه كثيرا من الإنصاف لهم !
بدأت الأفكار تعقد انتخابات ليس فيها سوى مرشح واحد ، او بمعنى اصح استفتاء على قبوله من عدمه ، رغم ان الجميع كان على يقين تام ان النتيجة ستكون فى صالحه فى النهاية ، إلا ان هذا لم يمنع وجود بعض المعارضين حتى تكتمل الصورة ، وبالفعل امتلأت تلافيف عقله بلافتات التأييد والرفض ، وقد شعر حينها بصداع نصفى جعله يفكر فى العدول عن الفكرة من البداية ، ولكنه تحمل من أجل مستقبله ، فربما يتمكن من النجاح فى مهمته ويصنع لنفسه اسماً فى مجال هو الأول من نوعه !!!!!!!!!!!!!!!
مر وقت ما لم يستطع تحديده . وحينما حانت لحظة الحسم ، وجد نفسه فى مقابل جميع الأفكار وفى مقدمتهم أعقلهم وأكبرهم سناً ، وكانوا يحاولون عقد مقارنة بينه وبين مرشحين آخرين لا وجود لهم ، ربما فقط لإقناع أنفسهم بأنها انتخابات حقيقة ، وانتظر الجميع لحظة اعلان النتيجة .
جلس حينها وابتسامة الثقة تملئ فيه ، أغمض عيناه وراح يتخيل ملامح الفترة المقبلة ، ومن فرط الثقة غفا قليلا ً .

" والآن نعلن على الجميع نتيجة الإستفتاء " كانت تلك هى الجملة التى استيقظ على إثرها فجأة ليعود من جديد يتابع وقائع ذلك الحدث الفريد من نوعه .

استمرت تلك الفكرة ذات الصوت الجهورى فى التمهيد التقليدى للإعلان عن الفائز ، صمت قليلا قبل ان يعلن اسم مديرهم الجديد وأول من سيتولى هذا المنصب ، كان الجميع فى صمت بما فيهم صاحبنا الذى شعر بدقات قلبه تزداد خاصة مع هذا الأسلوب المثير الذى اتبعته تلك الفكرة ، احتبست انفاس الجميع و ......

" اننا نهنئ انفسنا لأن الفائز هو أحدنا ، بالفعل لقد جائت اللحظة التى انتظرناها طويلاً ، هنيئاً لنا بالإستقلال "
كانت تلك هى الجملة التى اخترقت أذنه وقلبه كالسهم النافذ معلنة هزيمته ، كانت ايذاناً ببدء الاحتفالات الصاخبة داخل رأسه .
لم ينتبه لإسم الفائز ، ما يهمه انه فشل ، فشل حتى مع عقله !
مادت به الأرض وشعر انه فقد وعيه بالفعل ، وخُيل اليه ان ما يحدث ليس حقيقة وانه أضغاث أحلام . تخيل السيناريو الأسوأ ، و......

" لحظة , اننى لم اقل رأيى بعد !! "

فجأة ساد الصمت المكان وانتبه الجميع لهذا الصوت الصغير . أما هو فلم يستطع استيعاب ما حدث ، فاكتفى بمتابعة ما يحدث .

" من انت ؟ " سألته الفكرة التى اعلنت اسم الفائز
" لا يهم من انا ، المهم هو اننى لم أُدلى بصوتى بعد فى هذا الإستفتاء ! " قالتها تلك الفكرة الصغيرة
" وهل تعتقد ان ذلك من حقك ؟ "
" نعم ، ولم لا ؟ "

شعر صاحبنا ببارقة أمل تبدو فى الأفق القريب ، ولكنه انتظر ليرى ما ستسفر عنه تلك الأحداث .
رأت مجموعة الأفكار العاقلة ضرورة السماح لتلك الفكرة بقول رأيها ، خاصة انها تنتمى اليهم ولن تخذلهم !

سأل نفسه وهو يتصبب عرقاً من فرط الإثارة : " هل يمكن أن تقع تلك المعجزة ؟ "
فوجئ بجميع الأفكار ترد على سؤاله بالإجماع وتقول : " انتظر لترى ما سيحدث ، من يدرى ؟ "

أراد أن يضحك ولكنه لم يملك حينها هذا الترف . فقد كان يشعر بقلق شديد .

تنحنحت تلك الفكرة الشابة قبل ان تقول : " اعلم اننى ابدو لكم صغيرا ، وربما لا تأخذوا برايى ، ولكنى هنا لأذكركم بأمر هام للغاية . اعترف اننا كائنات مستقلة بذاتها ، ولكن هذا لا يعنى اننا نملك حق تقرير مصيرنا بدون هذا الرجل البائس . اننى لا ادافع عنه ، بالعكس فانا أُؤيد وبشدة ان نستقل استقلال كامل ، ولكن ! ماذا اذا كان هذا الاستقلال يعنى فناؤنا ، نعم فناؤنا . فالعلاقة بيننا وبينه هى علاقة تبادلية ، أى أننا نفنى اذا تخلى عنّا ، وهو كذلك . لذا وبدون الإستطراد أكثر من هذا ، أعلن تأييدى لهذا الرجل ، وأعتقد اننى قد حسمت المسألة لصالحه بهذا الاختيار . وشكراً "

شعر حينها بزهو شديد وعادت الإبتسامة الى وجهه ونهض من فوق الأرض وبدأ يستعد لتولى مهام منصبه الجديد . وهو لا ينكر انه شعر بداخله بثقة شديدة جعلته يعتقد انه صار مغرورا . ولم لا ؟ لقد حُسمت الأمور لصالحه ولن يعانى بعد الآن ، ابتسم وابتسم وشعر انه يمسك الدنيا بكلتا يديه .

أما الوضع فى الجانب الآخر فحدث ولا حرج ، لقد قُتلت أحلامهم فى مهدها ، وعجز الجميع عن قول اى شئ وكان الحزن هو عنوان حياتهم بعد هذه اللحظة .
مر بعض الوقت كان خلالها يتناول طعامه سعيداً ثم ذهب ليغتسل ليعود لمشاهدة التلفاز ، وكان يضحك بشدة رغم انه لم يكن يشاهد فقرة كوميدية او شئ من هذا القبيل .........
كل هذا والأفكار لا تحاول حتى ان تتحدث لبعضها حتى لا يلاحظ شيئاً ، ولكنه لم يكن يعلم ما ينوون فعله ، ذلك لأنهم قرروا الاستعانة فى تنفيذه بقدراتهم البدنية وان كانت هزيلة ، فهى كائنات هلامية تشبه الأميبا فى تكوينها ، او هكذا كان يعتقد . بدأوا فى الوقوف جنباً الى جنب مكونين صفوف متوالية، وعندئذ بدأوا فى الركض بسرعة شديدة فى كل مكان وبشكل عشوائى منظم فى الوقت نفسه .
لم يلتفتوا لذلك الصغير الذى كان يحاول إثناؤهم عن تنفيذ هذا المخطط اللعين ، وكانوا يسخرون منه ويقولون : " فلتصمت . ألا تدرى أنك السبب الرئيسى فيما سيحدث ؟! " بُهت وصمت وراح يساعدهم خاصة عندما شعر أنه جزء منهم وعليه أن يتبعهم مهما كان الأمر .
أما هو فقد عاد اليه حينها ذلك الصداع النصفى اللعين مرة ثانية ، حاول ان ينهض ليبتلع حبة دواء علّها تخفف الألم ، ولكنه لم يتمكن من النهوض ، شعر ان خلايا عقله تحترق ، بل وخُيل له انه شاهد الرماد يتصاعد من رأسه واستنشقه بالفعل ، ولكنه لم يكن متأكداً مما يحدث لأنه كان على وشك أن يفقد وعيه، بل لقد فقد وعيه تماما بعد ان صرخ كثيراً وهمهم بكلمات غير مفهومة .
عندما توقف صراخه راحوا يحتفلون بعبقريتهم ومحاولين استغلال فرصة غيابه عن الوعى لتحديد اسلوب التعامل مع عقله فى الفترة المقبلة ولكنهم تناسوا الكارثة التى حلت بهم ، فقد كان تأثير فعلتهم عظيماً سواء عليهم او عليه، خاصة عندما فقد وعيه وكاد أن يفقد عقله ولهذا أثر سلبى عليهم بالطبع ، لأن وجودهم مرتبط بوجوده ، ناهيك عن احتراق بعض خلايا عقله بالفعل وهو ما يعنى تشريد العديد من الأفكار وتدمير البنية التحتية لمدينتهم الصغيرة . بدأوا يتساقطون الواحدة تلو الأخرى وحاول ممن تبقى منهم أن يصرخون مطالبين المساعدة ، ولكنهم نسوا ان صوتهم لن يصل ابدا لأن الوسيط غائب عن الوعى ان لم يكن قد مات بالفعل . ولم يتبق لهم حينهاا الوقت الكافى حتى للشعور بالندم لأنهم لم يُنصتوا لذلك الصغير الذى قام بتحذيرهم .

يبدو أنه حتى صاحب الأفكار لا يملك حق تقرير مصيرها ... !

http://www.alorgwan.com/vb/showthread.php?t=3203
http://www.kheal.com/vb/showthread.php?t=4045
http://www.mehbara.com/vb/showthread.php?t=6023&highlight=%CA%E3%D1%CF
http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=5379
http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=13836
http://vb.masrya.com/showthread.php?t=65753
http://www.tabluha.com/vb/showthread.php?t=4027
http://www.7oob.net/vb/t102165.html
http://www.al-7oub.com/vb/showthread.php?t=10317
http://www.facebook.com/topic.php?uid=7457639291&topic=3873
http://www.slangonline.com/invi5/index.php?act=ST&f=2&t=3723
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5315&uid=6834179946
http://www.facebook.com/topic.php?topic=4316&uid=8348501383
http://www.facebook.com/topic.php?uid=8905298582&topic=4462&ref=mf
http://www.facebook.com/topic.php?topic=4132&uid=13734210662
http://www.facebook.com/topic.php?uid=6834179946&topic=5425
http://www.halwasat.com/content/view/2141/111/
http://www.facebook.com/topic.php?topic=4029&uid=18812549168
http://www.ranmaro.com/vb/showthread.php?t=171
http://www.halwasat.com/content/view/2141/111/

Tuesday, September 11, 2007

بقايا إنسان

راح ينظر بلا مبالاة نحو شاشة التلفاز حيث كانت تلك الممثلة المغمورة تقول جملتها الوحيدة فى هذا العمل الفنى ، اعترف بداخله بأنها جميلة ، الجملة لا الممثلة ، غير ان الكارثة تتكرر : الشخص غير المناسب فى المكان غير المناسب .
غير انه لا يهتم بذلك كثيراً ، لكنه كعادته يبحر فى التفكير حتى يشمل بتفكيره الكون كله دون ان يتحرك من موضعه او يبذل مجهودا ليأتى بشربة ماء هو فى أمس الحاجة اليها . حَوّل نظره عن شاشة التلفاز وراح يشخص ببصره فى السماء المظلمة والتى كانت تبدو كفستان عروس زينته النجوم اللامعة ، وجد نفسه يتأمل بشدة فى هذه النجوم ، وخُيل له أن هذه النجوم هى عبارة عن ثقوب عديدة مثل الثقوب التى تملئ ثياب الشحاذين ، وان تلك الثقوب تكشف عن اليسير من الضوء المبهرالذى يكمن من خلفها .
عاد ليحمل عيناه ثانية داخل الغرفة وبالتحديد نحو أرضية الغرفة حيث كانت السجادة المزركشة ، سرح فى تلك التشكيلات الفنية التى حاكها صانع السجاد ، مثلثات ومربعات ومستطيلات ، راح يتخيل أن هذه الأشكال تُحاك من جديد لتصنع أشكال أخرى متنوعة تداخلت فيها جميع الأُطر، حتى شعر أنه على وشك أن يفقد وعيه فنهض فجأة . شعر بالظمأ فذهب ليأتى بشربة ماء ، وما كان ليفعلها لولا أنه نهض ، فهو اذا جلس خارت كل قواه بشكل غير مسبوق لايصدقه هو نفسه . سار نحو الثلاجة ومد يده ليفتح بابها ، كانت هناك زجاجتين ممتلئتان بالمياة المثلجة ، احداهما صغيرة والثانية من الحجم المتوسط ، فكر ألف مرة وتردد بشدة : اذا ما كان عليه ان يُمسك بالثانية ليضعها بجانبه فى جلسته أمام التلفاز فلا يحتاج الى ان ينهض مرة اخرى ، ولكنه استبعد هذا بعد أن انتبه الى أن المياة ستفقد درجة برودتها لوجودها بعيداً عن الثلاجة ، وبين ان يُحضر الأولى حتى اذا ما فقدت المياة برودتها كانت الخسارة ليست كبيرة ، انزعج بشدة لأنه لايزال يشعر بالتردد فى حياته وخاصة فى مثل هذه الأشياء التافهة ، شعر بغصة فى حلقه ، وشعر بإهانة لذاته ، غير أنه أنصت لصوت العقل بداخله ، وهو الصوت الذى ينقذه دائماً ، كان يذكره بأنه قد قرر منذ زمن أنه اذا شعر بالتردد عليه ان يقوم بالحسم وباختيار اى شئ مهما كانت النتائج كما قرأ فى أحد الكتب . وبالفعل اختار ، وكان حاسماً فى اختياره ، لا لشئ سوى انه اختار التردد نفسه !! لا عجب فى ذلك فالشئ الوحيد الذى يثق فيه تماما هو : انه لا يثق فى شئ ، والمثير أيضاً أنه يعشق الأمور المعقدة ويفهمها بشكل أسرع ولديه قابلية لفهمها اكثر من مثيلاتها البسيطة . انها مفارقة عجيبة ولكنها للأسف حقيقة على الأقل بالنسبة له .
وقف أمام المرآة ينظر ولا ينظر ، رأى نفسه مشوهاً ، وكأنه لوحة تجريدية لفنان فقد عقله وراح يقسم بأغلظ الإيمان أنها لوحة مبتكرة ، لماذا ؟ سيقول لك حينها تلك الجملة الممطوطة ( لأنها تعبر عن الإنسان المعاصر وتأثره بالصراعات الدائرة حوله والتى تجعله يشعر بغربة داخلية وانعكاس كل هذا على تصوره لشكله حيث يعتقد أنه قد صار مسخاً ) انه شئ يذكرنا قليلاً ب" صورة دوريان جراى" عندما كان الشر بداخله يظهر على اللوحة التى رُسمت له وكان يظهر فيها سنه الحقيقى بينما كان وجهه لم يزل يحتفظ بوسامته . أخشى انه على حق هذه المرة ، وسيهلل كثيرون من أصحاب النظريات الفنية بهذا الكلام ، غير أن الأمر لا يهم .
عاد ليقف فى منتصف الغرفة تماماً وكأن شيئاً ما يجذبه الى الأرض ، كان يشعر بهزة قوية تشمل كيانه كله ، فجأة تذكر أن عليه القيام ببعض الأمور قبل أن يخلد الى النوم ، عاد الى غرفته، ونسى طبعا ان يروى ظمأه ، استلقى على الفراش وراح يفكر فيها ، هى التى تجعله عيناها الصافيتان يذهب الى ابعد نقطة فى الوجود فى لمح البصر ، أميرة النساء التى عشقها وتمنى فقط ان ينظر فى وجهها الجميل بقية عمره ، أين هى الآن ، انها ليست ببعيدة عنه ولكنها ليست قريبة أيضاً ، يراها كل يوم تقريباً ويحاول دائماً ان يتقرب اليها وان تدرك هى انه يعشقها ، ولكنه يشعر دائما انها لا تهتم به كما يعتقد ، انه مجرد صديق . تلك الكلمة التى صنعت مأساته . انه يدرك تماما أن الفتيات يحبون محادثته ويعجبون دائما بشخصيته ، ولكن عندما يكون الحديث عن العلاقة الجادة ، تعود كلمة" صديق " لتطفو على السطح ثانية ، ويعود هو معها لحال اسوأ مما سبق .


أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي !!!!

يا باب يا مقفول ... إمتي الدخول
صبرت ياما و اللي يصبر ينول
دقيت سنين ... و الرد يرجع لي : مين ؟
لو كنت عارف مين أنا كنت أقول
عجبي !!!

صلاح جاهين-الرباعيات

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=22410
http://www.alorgwan.com/vb/showthread.php?t=3209
http://www.kheal.com/vb/showthread.php?t=4048
http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=13836
http://www.al-7oub.com/vb/showthread.php?t=10320
http://www.slangonline.com/invi5/index.php?act=ST&f=2&t=3724
http://www.facebook.com/topic.php?uid=7457639291&topic=3969

Monday, September 10, 2007

عارفة؟

عارفة انتى ايه ؟
عارفة انتى مين ؟
انتى زى حمامة بيضا وقفت على شباكى فى يوم كنت بدور عليها بين أسراب الطيور ،
وبصوت واطى كنت بقول : " إنى اوعدك اذا جيتى احافظ عليكى " . وأديكى جيتى ، ولا متهيألى؟
لما قربت منك مخُفتيش منى ولا جريتى ولا طِرتى ، أنا مش همسكك ، أنا هخليكى بين كفوف الراحة ، لما قربت منك لاقيتك عارفة ، عارفة اللى جوايا واللى جيتى علشانه ، احنا لبعض ولا انا متهيألى؟
أوعدك بكل كلام الحب والغرام والحنان ، انك اذا كنتى ليا وهتخافى عليا وتطمنيلى ، هكون ليكى أحميكى واخاف عليكى . انا هديكى كل حبى بس تعالى ، علمينى اطير معاكى ، هاتى ايدك فى ايدى وخلينى افرد جناحاتى ، واطير فى الفضا العالى ، ولو سبت ايديكى متخافيش عشان هرجع امسكها تانى
يا ترى انتى حقيقة ولا لسة عايش فى أوهامى ؟ خايف من الآتى ، مش منك ، اوعى تخافى وانا معاكى ، انا هكون ليكى ، حواليكى ، وانتى هتكونى حياتى ، ههمس بإسمك ليلاتى .
انا قلبى لسة صغير عشان يطير ، بس كبير وهيشيلك جواه . انتى معايا ولا ؟
خايف تكونى ولا ! .
أنا راضى بس تعالى ، لو هتيجى تبقى معايا ، جوايا ، تبقى امالى واحلامى .
ولا انا لسة بألِّف أغانى ، لا ليها سميع ولا مغنواتى ، على نفسى بغنى ليلاتى وده مش عادى ، بس هوصل ، وأنا راضى بالمكتوب ، ولو أخطأت هتوب ، بس خلاص دبت فيكى وعن حبك مش هتوب ، لا متقوليش عادى ، لأنه مش عادى ، انا جيت فى ميعادى ولا ده تأخير؟ ، انا الأول ولا الأخير ، أنا مش عايز تبرير .
http://vb.masrya.com/showthread.php?t=65754
http://www.alorgwan.com/vb/showthread.php?t=3207
http://www.mehbara.com/vb/showthread.php?t=6024
http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=5380
http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=13836
http://www.tabluha.com/vb/showthread.php?t=4028
http://www.al-7oub.com/vb/showthread.php?t=10318

هو

جلس مثل الطفل وحيداً فى أحد أركان الغرفة الخالية من أى أثاث ، راح ينظر ببلاهة نحو السقف وشعر برغبة شديدة فى وضع اصبعه فى فمه ! شعر بمتعة غريبة وهو يمص اصبعه ، شعر خلالها براحة نفسية وكأنه بدأ يتخلص تدريجياً من جميع هموم الحياة . بدأ يهدأ بداخله ويعيد ترتيب افكاره ، وعد نفسه ان يتوقف عن فلسفة الحياة ، وتوصل لنتيجة مفادها أن محاولة فهم الحياة سيسرق من الإنسان نصف عمره ، ولن يكفيه ما تبقى ليعيش !
كان يعتقد أن الحب هو مفتاح الحياة ، فراح يحب كل فتاة يراها تقريبا حباً عذرياً لا يتعدى مرحلته الأولى فيبقى بداخله ، وزاد الأمر خطورة بداخله فصار يحب الحب نفسه ، كان يشعر كثيراً بنشوة الحب رغم انه لايحب فتاة بعينها . ومن خطورة هذا ايضاً انه صار يعيش فى الأوهام وصنع لنفسه عالم افتراضى عاش فيه وشعر وقتها انه شخص رومانسى للغاية ، والمشكلة ليست فى ذلك ، بل هى فى أن ذلك جعله يزهد العلاقات الحقيقة ، او بمعنى اصح العلاقات المكتملة ، بمعنى آخر كان يكتفى بمشاعره التى يوجهها لأحدهن بدون ان يسعى لإخراج هذه المشاعر ، وعندما حدث انه قام باخراجها ، تلقى صدمات عنيفة جعلته يدرك حقيقة لا شك فيها ، هى ان الأمر لا يتعلق بالحب ، بل بالتعامل مع الناس ، مع من حوله ، بما فى ذلك الرجال والنساء على حد سواء ، حاول كثيراً ان يكون طبيعياً ، ولكنه ادرك فى النهاية انه يتعجل كل شئ رغم انه شخص صبور ويمكنه ان يتحمل الكثير .
وهكذا أدرك كم المتناقضات التى يحتويها داخل عقله البشرى الضعيف . كان يشعر بنوع من السعادة الوهمية عندما يحدث تغيراً ما فى تفكيره ، أدرك تماما انه شخص ذكى وعاقل يزن الأمور بميزان الحكمة ويلجأ اليه الكثيرون لحل مشاكلهم ، ولكنه يعود ليشعر بالحزن وبالوحدة ثانية عندما يدرك بذكائه ان سبب التغيير ليس لأنه تغير بل لأنه صار اكبر سناً ومن الطبيعى ان يختلف رد فعلنا النفسى مع اختلاف اعمارنا السنية .
ينظر فى عيون الفتيات من حوله فيكتشف فى كل منهن نوع من انواع الجمال ، بما فى ذلك رشاقتهن ، يشعر برغبات متنقاضة بداخله ، ويكن بداخله مشاعر جميلة لأكثر من فتاة فى آن واحد ويعتقد انه يحب هذه او تلك .، ويفسر اى تصرف ايجابى من قِبَل اى منهن على انه يعنى انها تكن له مشاعر حب ، وان عليه ان يستمر فى هذا الطريق ، ورغم انه ذاق من مرارة ان يحب من تحبه الا انه لم ولن يتعلم الدرس .
وفى النهاية يعود من جديد ليمص اصبعه ويبكى على ما فات ويهرب من الحاضر ويحاول الا يتخيل المستقبل . هو ليس بشيخ او رجل كبير السن ، بل هو شاب لا زال فى مقتبل العمر ، يحاول دائماً ان يجد صيغة لحياته ترضى من حوله قبل ان ترضيه هو نفسه ....
أدرك مع الوقت عيوبه ومميزاته ، بدأ يستغل مميزاته فى امور غير جدية فى غالب الأمر ، لم يحاول ان يصلح من عيوبه الا قليلاً ، اصدقائه يساندونه من حوله ويعتمد هو عليهم اكثر من نفسه ، مع كل يوم يُضاف لعمره يشعر انه يعود للوراء ....
يرفض بشدة الكثير من الأمور ويفعلها هو بكل بساطة ، ولكنه يجد نفسه يرى ما يفعله بشكل مختلف عن بقية الناس ، يحاول دائماً ان يرضى ضميره ولو بشكل مؤقت . عندما ينطلق فى التفكير يبدأ بشكل عشوائى نوعا ما ، ثم يبدأ فى ترتيب افكاره ويجد نفسه قادر على رؤية خبايا العقول ، ويختم تفكيره بإجمال كل شئ ويتوصل لحل فيه كثير من المنطقية ، اما المشكلة فهى فيما بعد ذلك ، فهو يبدأ بعدها بتكرار كل هذا ، ربما لأنه يشعر بالسعادة اكثر مع عالم الأوهام ، او لأنه صار كسولاً ، ويستمر فى تكرار تفكيره لدرجة انه يكره نفسه ويكره فيما كان يفكر من الأصل ، ويشعر ان ثمة حجر ثقيل يجثم على صدره يمنعه حتى من التنفس ، ولا ينفعه وقتها ادراكه لمشكلته ولا ثقته الزائدة بنفسه .
شعر فى كثير من الوقت انه غير سوى ، لكنه اقتنع فى النهاية انه يبالغ كثيرا فى اعتقاده ذلك ، لأنه عاقل بشكل كافى ليدرك عيوبه وليعمل على ألا يؤثر ذلك على من حوله تأثيراً سلبياً وينسى نفسه احيانا ، ولكنه يشعر دائماً بالفخر لأنه يفهم جيداً ويُعمل عقله ، ويشعر كثيراً ان عقله يحتاج فقط إلى ( تلميع) ان جاز تسميتها هكذا ، ولكنه يشعر باليأس فى النهاية .
أعود دائماً لنقطة البداية وأظل هكذا محاولاً معرفة طريقى وما اذا كان قد انتهى !؟

http://www.alorgwan.com/vb/showthread.php?t=3208
http://www.kheal.com/vb/showthread.php?t=4047
http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=5391
http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=13836
http://www.tabluha.com/vb/showthread.php?t=4029
http://www.al-7oub.com/vb/showthread.php?t=10319
http://www.slangonline.com/invi5/index.php?act=ST&f=2&t=3726
http://www.facebook.com/topic.php?uid=7457639291&topic=3938