Thursday, January 31, 2008

الهروب ا لى الداخل

عندما كنت طفلا كنت أرى المستقبل مختلفا قليلا ، كنت أرى نفسى فى عدة وظائف ، كنت الضابط والكيميائى والفيلسوف وحتى لاعب الكرة . غير أنه مع تغير الأحوال لم تعد تلك المسميات لها نفس الدلالة بداخلى ، أشعر ان الأشياء كان لها معنى وطعم ولون وريحة كمان ، لكنى ولحظى العاثر جئت فى زمن بلا طعم ولا لون ولا ريحة ، يمكننا ان نستثنى موضوع الريحة لأنى لا زلت أعانى من الروائح الغريبة التى تطاردنى أينما ذهبت ، حتى أننى صرت أشك فى أنى أنا مصدر تلك الروائح .
لم أكن أتخيل أبدا أن هذه هى الحياة ، لا اصدق وأجد نفسى لا انوى ان اصدق ، اننى اتقمص احيانا بعض الأدوار حتى أستطيع التعامل مع تلك الكائنات التى صارت تسكن أجساد البنى أدمين ، وما ان اختلى بنفسى او اكون مع حبيبتى ( فهى نفسى ايضا ) حتى اعود لذلك الطفل الذى لا زلته ، اننى أحبه وأكرهه ، أحبه حينما افعل له ما يريد وأكرهه حينما اراه عاجزاً .
الشئ الوحيد الذى اشعر بحلاوته الواقعية اكثر من مثيلتها الخيالية هو الحب ، نعم فالحب الحقيقة الواقعى يبدأ بالخيال وينتهى به ، ولكنه ليس هو ، ان الخيال يبدو اشبه ب ب بماذا؟ بالخيال !!
لا زالت الحياة تدهشنى وهذا يشبع الفضول والرغبة فى التجديد بداخلى ، ولكننى أخشى أن اقوم بقتل نفسى على سبيل التغيير ، فقد صارت الحياة مملة الى حد لا طياق ، لولا ذلك الشئ الذى أحيا من اجله ، والذى يجعلنى افكر الف مرة قبل أن اكره الحياة ، لا على العكس انا لا اكرهها ، ولا انوى ايضاً
انا فقط سأكتفى بقليل من العكننة على سبيل التغيير، ولن اضر احد بهذا ، وربما لن اضر حتى نفسى ، فانا اعتقد ان مجرد الكتابة أمر يجعلنى افضفض بشكل يخرج كل ما بجوفى ( أقصد بداخلى )
عندما اكتب او اتحدث عما يدور بداخلى اشعر اننى اكتشف نفسى من جديد ، واذا رغبت فى التحدث فلن أجد أفضل منه ، ذلك الكائن الرقيق الذى خُلق ليضفى دلالات جديدة على كلمة الجمال والرقة

No comments: