Sunday, February 10, 2008

افرحى يا بلد يا مكبوتة

"افرحى يا بلد يا مكبوتة"
هكذا هتف بينما نصفه العلوى خارج حدود السيارة وراية بلده مصر ترفرف بفضل هواء الليل البارد المنعش .
لقد فازت مصر ، اه وربنا فازت .
على قدر ما نجحت الحكومة فى إلهائنا ، رجالا ونساء ، أطفالا وشيوخ ، عما يحدث فى البلاد ، وصرنا كُلِ منشغل بالفريق الذى يشجعه ، وصار اهتمام الناس بالكرة يستند فى المقام الأول على التعصب ، فصار عدم الإنتماء لنادى بعينه هو ضرب من الحماقة ، بينما الانتماء لآخر هو فخر تتناقله الأجيال ، ليُذكِر الأب ولده وهو يبتسم ببلاهة : " عليك أن تفخر وقد وُلدت لتجد أسرتك كلها من مشجعى الفريق الفلانى " . جتك ستين نيلة عليك وعلى النادى بتاعك.
حتى ندرك مدى العته الذى نحن فيه أروى هذه الواقعة : " ذات مرة فى احدى وسائل المواصلات رأيت رجلاً يحاور طفلان صغيرين بخصوص اعتراضه على تشجعيهما نادى الزمالك ، وقد رأى خطورة ذلك على صحتهما وضرورة ان يقوم بنصحهما ليعودوا ليشجعوا الأهلى فيكونوا بذلك مصريون . كانت حجة ذلك الرجل مضحكة بشدة ، لقد أخبره ان النادى الأهلى هو من صنع الزمالك ،عندما وجده (يا عينى مش قادر ياخد بطولة ) فقام بإعارته عدد من لاعبيه ليرى الزمالك نور البطولات . وراح يقرأ على مسامعه اسماء بعض اللاعبين ، وقد نسى ان فريقه عجز خلال 4 سنوات متصلة عن احراز بطولته المفضلة حتى أتى بلاعبين من أندية أخرى وخاصة ذلك النادى الساحلى الذى صار مفرخة لاعبين لنادى العاصمة .
ولكن أحدهما رد عليه بنظرة تحد وبابتسامة هادئة : " انا حر برضه هشجع الزمالك "
فرد عليه الرجل العاقل البالغ : " الواحد يكون حر فى الصح مش الغلط " ؟؟؟؟؟!!!!!!
هكذا راحت وسائل الإعلام تغذى بداخلنا التعصب الأعمى وانشغلنا بأمور تافهة شغلت الفراغ البسيط فى حياتنا ، إن وُجد أصلاً ، وصارت الكرة هى المنفذ الوحيد . إننى اشفق بشدة على البسطاء وافرح افرحتهم حتى وان كان فريقى هو المهزوم ، فهذا اقل ما يمكننى تقديمه اليهم.
على قدر ما نجحت الحكومة فى جعلنا ننشغل بكل هذه التفاهات، الا انك تلمس بسهولة الإنتماء للوطن ،الذى ندرك جميعاً انه آخذ فى الزوال ، وأننا نعد أنفسنا لاستقبال أجيال ستعانى من صعوبة التحدث بالعربية ، إما لأنها تعلمت فى مدارس لغات او لانها لم تجد من يعلمها أصلاً فراحت تنطق بالعربية كلمات لا تمت للعربية بصلة على غرار : هارش ؟ . ولنا فى ( اللمبى ) مثل!! الناس شعرت بسعادة غامرة بعد فوز منتخب بلادها بالبطولة السادسة ، بعد ان ، كما تعودنا ، كنا قد فقدنا الأمل فى اى شئ قومى ، لا سيما الكرة.
مع كل صيحة يطلقها صبى يلهو فى الشارع ، ومع كل صوت يصدر عن ألة تنبيه فى احدى السيارات ، تشعر بذلك الغِل ، تشعر بذلك الكبت داخل تلك الأجساد الهزيلة أو المترهلة من سوء التغذية .
حقاً لقد سعدت ، أولاً بسعادة الشعب البسيط ، وثانياً بفريقنا القومى ، واحلم ويحلم معى الكثيرون بصعود هذا الفريق الى نهائيات كأس العالم فى جنوب افريقيا 2010 . يارب :)

4 comments:

Anonymous said...

تحياتى ليك يا محمود و بجد انت انسان جميل اوى
مروة.....

Mahmoud25x said...

شكرا يا مروة على ذوقك

Bella said...

اهلا محمود

شوف الموضوع ده كده

http://afkaar-bella.blogspot.com/2008/02/blog-post_23.html

الحقيقة انا لالي في الكرة ولا التشجيع وباستغرب جدا الحماس الذي يتلبس الجميع وقت التشجيع ولو كنا راينا نصفه في العمل لصرنا بلد من افضل بلاد الدنيا

لكن نعمل ايه بقى

نرى الحماس دائما في غير محله

تحياتي

Mahmoud25x said...

اوكى
هشوفه وهكتبلك تعليقى هناك:)